الكيمشي والبولغوغي والبيبمباب ...هي من بين اشهى واشهر الاطباق الكورية التي بدأ العالم الخارجي في التعرف اليها مؤخرا ، حيث صارت مكونات هذه الاطباق وطرق طهيها معروفة عالميا بأنها اشياء صحية ومفيدة ، مما جعل العالم يهتم الان بالاكل الكوري وجعل الطعام الكوري يأخذ أبعاد عالمية متزايدة . لكن المشوار ما زال طويلا امام الطعام الكوري ليصبح عالميا بالفعل . ومن أجل تطوير المطبخ الكوري يتم حاليا بذل المزيد من الجهود ، ومن أجل الترويج للطعام الكوري في العالم اسوة باطعمة عالمية اخرى كالطعام الصيني والياباني والفيتنامي . نتوجه اليوم لزيارة مطعم كوري بسيول لنتعرف على بعض اشكال الطعام الكوري.
قدم المطعم الكوري المعروف باسم : البيت الكوري في جنوب سيول يوم السبت الماضي قائمة طعام مدهشة تحت اسم "وليمة لعشاق الطعام في العالم للعام 2009" تداعى اليها عشاق الطعام من كل ركن في البلاد.
هذه أول مرة نستضيف فيها مثل هذه المناسبة الشهية اللذيذة. مسألة الترويج للطعام الكوري عالميا هي موضة هذه الأيام ، ولهذا وجهنا الدعوة لأساطين الطعام في العالم مثل بييار كاغنير ولوك ديل روبرتس وماسرينو بوترا للحضور لكوريا للمساهمة في إعداد بعض أشهر وأشهى الأطباق الكورية ، وتقديم محاضرات ودروس في فن الطهي والطعام وإعداد وجبات وأطباق متنوعة.
كان المتحدث هو كيم جي هيون المشرف على تنظيم المناسبة الكورية الخاصة بالطعام حيث اوضح لنا ان بعض اشهر الاسماء العالمية في دنيا الطعام قد توافدت الى كوريا للمشاركة في تلك المناسبة ، ومن بينهم بييار كاغنير الملقب ببيكاسو الطعام ، وغيره من كبار اساتذة الطهي في العالم . وقد اعاد بييار كاغنير كمية من الكمشي الكوري بشكل جديد فيه الكثير من اللمحات والتقنيات الفرنسية مع محافظته على مذاقه اللذيذ ونكهته الجذابة... اي انه كيمشي كوري بطابع فرنسي . طهاة عالميون متميزون اخرون قدموا اطباقا كورية شهية بأشكال متنوعة .
هؤلاء الطهاة العالميون لم يكونوا يعرفون الكثير عن الاطباق الكورية التقليدية ومكوناتها المحلية . لهذا ارسلنا إليهم معلومات متنوعة كخلفية مع عينات من اطعمة وبهارات كورية ذات نكهات مختلفة لتساعدهم على اعداد الوجبات الكورية . وقد نجحوا في ذلك فعلا و صنعوا اطباقا لذيذة وشهية استمتع بها الكثير من المشاركين الذين اكدوا ان الطعام الكوري يمكن ان يكون دوليا شهيا ومرغوبا .
اغلب نجوم الطهي العالمي المدعوين للمشاركة في تلك المناسبة جاؤوا لكوريا للمرة الاولى في حياتهم ، لكنهم تمكنوا من صناعة اطباق كورية تقليدية شهية بلمسات غربية اوروبية ، بحيث جاءت كخليط شهي مدهش . ولكن ما هو دافع هؤلاء الطهاة العالميين المتميزين للحضور إلى كوريا لصناعة تلك الأطباق التقليدية؟
مكونات الطعام الكوري شديدة التنوع ، ويمكن لها ان تكون مصدرا للكثير من الافكار المختلفة . الطبق الكوري التقليدي يمكن اعداده باشكال مختلفة باختلاف المكونات ، فطبق بيبمباب يمكن صناعته بخضروات مختلفة او بشرائح لحم البقر او أي مكونات اخرى.
يؤمن الطباخ بارك كيونغ شيك الذي يعمل في المطعم الكوري التقليدي سام شونغ جاك بان سر تميز الطعام الكوري ورواجه عالميا يكمن في تنوعه . الوجبة الكورية التقليدية تتكون في العادة من طبق ارز وطبق رئيسي وعدة اطباق ثانوية جانية ، وكل طبق جانبي يمكن له ان يصبح طبقا رئيسيا بقليل من الاضافات . الطعام الكوري التقليدي بشكل عام طعام صحي لانه يتكون من مكونات طبيعية موسمية من الخضروات والحبوب . وعند تدويل الطعام الكوري فان ذلك يعني تلقائيا تدويل المنتجات الزراعية الكورية ومضاعفة انتاجها . العالم يعرف الان القوة الكامنة في الطعام الكوري ، وقد نجحت المناسبة التي نظمت في كوريا مؤخرا للترويج للطعام الكوري نجاحا كبيرا في طريق تحقيق ذلك الهدف . وفي بداية العام القادم ستعلن كوريا عن تكوين منظمة للطعام الكوري ، كما عرضت السيدة الاولى كيم يون اوك حرم رئيس الجمهورية مهاراتها في الطهي ، وذلك في برنامج خاص في شبكة CNN ، حيث اوضحت مزايا المطبخ الكوري .وفي حالة تواصل مثل تلك البرامج والنشاطات فان العالم سيكون على موعد قريب لالتهام بعض الذ الوجبات واشهى الاطباق في كوريا.