... رجعت الى غرفتي وقد عضني الجوع . ولم اجد شيئا يؤكل . فاستلقيت على السرير فأغفيت .ورايت -فيما يرى النائم - اني صبي من خشب .واني ارتدي ثيابا من ورق .وعلى راسي طربوش اسمر من لباب الخبز. فأخوف ما اخافه النار و الفئران .
وبصرت بملعب علي بابه رجل ينقر على طلبة بعصوين. ويدعو الناس ان يدخلوا . فتسللت من بين الارجل . وادا على المسرح صبيان مثلي من خشب يرقصون . فما ان راوني حتى كفوا عن الرقص و صاحوا جميعا : "...هدا اخونا التائه قد رد الينا" وعوني اليهم فقزت . فادا انا على صلعة رئيس الجوق التي تعزف و قفزت مرة اخرى . فإدا انا معهم . فأبلوا علي يحيونني ويعانقونني.
و دخل علينا عملاق يشبه عمي . نهرنا و زجرنا عن العناق، و ساقنا امامه ،وادا نحن في المطبخ،وادا كبش عظيم يشوى على النار. وانطرح العملاق على كرسي. ونفخ نفختين ثم قال:"النار تكاد تخبو و تمهد . وعشائي لم ينضج ،فتعال انت {اشار الي} لالقي بك عليها فتدكوا..." فجعلت اتوسل اليه و اقول :"اني يتيم ولا اريد ان اموت."فعطس،فقلت : يرحمك الله.ودنا مني اخ من خشب ، خيل الي ان فيه شبها باحد ولدي ، وهناني بالنجاة، وقال: ان صاحبنا يعطس ادا رق قلب وادركه العطف. وسمعت العملاق يصيح مرة اخرى: و لكني لن اتعشى ادا تركت النار تخبو. فتعال انت{واشار الى الاخ الدي يشبه ابني} فاخد يبكي وبكيت .ثم رفعت راسي . و قلت :كلا ادا كان لابد من القاء احدنا على النار فانا اولى. فعطس العملاق عطستين .فتبادلنا التهنئات.
واسترخيت فانحني ظهري. وتقوس .ورثيت لنفسي وانهملت دموعي كالخيط المتصل . واحاط بي بي اخوتي ينقرون على كتفي. ويسالونني مالك تنتحب؟ ويهزونني؛ فرفعت عيني اليهم ،فادا امي حانية علي تسالني :"مابك يا احمد " قلت:" جوعان...جوعان" فقالت :"الاكل حاضر يا حبيبي ،قم."
ارجوا ان تكون قد نالت اعجابكم